فصل: الفصل الثاني في المعراج

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال **


زيادة الطعام والماء

31812- لو لم تكله لأكلتم منه ولقام لكم‏.‏

‏(‏م ‏(‏أخرجه مسلم كتاب الفضائل باب في معجزات النبي صلى الله عليه وسلم رقم ‏(‏2281‏)‏ ص‏)‏، حل - عن جابر‏)‏‏.‏

31813- لو لم تكله لأكلت منه ما عشت‏.‏

‏(‏ك - عن نوفل ابن الحارث‏)‏‏.‏

31814- يوشك يا معاذ إن طالت بك الحياة أن ترى ما ههنا قد ملئ جنانا‏.‏

‏(‏حم، م - عن معاذ بن جبل‏)‏ ‏(‏أخرجه مسلم كتاب الفضائل رقم ‏(‏10‏)‏ ص‏)‏‏.‏

‏{‏الإكمال‏}‏ من زيادة الطعام والماء

31815- لو تركته لسال واديا سمنا‏.‏

‏(‏طب - عن أبي بكر بن محمد ابن حمزة بن عمر الأسلمي عن أبيه عن جده‏)‏ قال‏:‏ خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غزوة تبوك وكنت على خدمته فنظرت إلى نحي ‏(‏نحي‏:‏ هو سقاء السمن والجمع أنحاء مثل حمل وأحمال‏.‏ المصباح المنير ‏(‏2/817‏)‏ ب‏)‏ السمن قد قل ما فيه فوضعته في الشمس ونمت فانتبهت بخرير النحي فقمت فأخذت برأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكره‏.‏

31816- يا أسيم أما أنك لو أهويت إليها ما زلت ترى فيها ذراعا ما قلت لك‏.‏

‏(‏ع - عن أسامة بن زيد‏)‏‏.‏

31817- والذي نفسي بيده‏!‏ لو سكت لأعطيتني أذرعا ما دعوت به‏.‏

‏(‏ت في ‏(‏أخرجه الترمذي كتاب الشمائل باب ما جاء في إدام رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم ‏(‏170‏)‏ ص‏)‏ الشمائل والبغوي، طب - عن أبي عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏)‏‏.‏

31818- أما لو سكت لوجدتها ما دعوتك‏.‏

‏(‏ابن سعد والحكيم، طب - عن أبي رافع‏)‏ قال‏:‏ أمرني النبي صلى الله عليه وسلم أن أصلي شاة فصليتها ثم قال‏:‏ ناولني الذراع فناولته ثم قال‏:‏ ناولني الذراع فناولته ثم قال‏:‏ ناولني الذراع فقلت‏:‏ يا رسول الله‏!‏ كم لها من ذراع‏؟‏ قال‏:‏ فذكره‏.‏

‏(‏حم - عن أبي عبيد؛ طب - عن سلمى امرأة أبي رافع‏)‏‏.‏

31819- لو ناولتني ما زلت تناولني‏.‏

‏(‏طب - عن الحسن بن علي بن أبي رافع عن جده‏)‏ قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ناولني الذراع، فناولته ثم قال‏:‏ ناولني الذراع فناولته ثم قال‏:‏ ناولني الذراع فقلت‏:‏ يا نبي الله‏!‏ وللشاة غير ذراعين‏؟‏ قال‏:‏ فذكره‏.‏

معجزات متفرقة من الإكمال

31820- جاءكم هذا الذئب وهو وافد الذئاب، فما ترون أن تجعلوا له من أموالكم شيئا‏.‏

‏(‏أبو الشيخ في العظمة - عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

31821- خذ هذا العرجون فتخصر به، فإنك إذا خرجت أضاء لك عشرا أمامك وعشرا خلفك، وإذا دخلت بيتك فاضرب به مثل الحجر الأخشن في أستار البيت، فإن ذلك الشيطان‏.‏

‏(‏طب - عن قتادة بن النعمان‏)‏‏.‏

حفظه من الأعداء

31822- لم ترع ‏(‏لم ترع‏:‏ أي لا فزع ولا خوف‏.‏ النهاية ‏(‏2/277‏)‏ ب‏)‏ لم ترع، ولو أردت ذلك لم يسلطك الله علي‏.‏

‏(‏حم، ك، ن - جعدة بن خالد‏)‏‏.‏

31823- إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم فاستيقظت وهو في يده صلتا فقال لي‏:‏ من يمنعك مني‏؟‏ قلت‏:‏ الله، فها هو ذا جالس‏.‏

‏(‏حم، ق ‏(‏أخرجه مسلم كتاب الفضائل باب توكله على الله تعالى رقم ‏(‏843‏)‏ ص‏)‏، ن - عن جابر‏)‏‏.‏

31824- لو دنا مني لخطفته الملائكة عضوا عضوا - يعني أبا جهل‏.‏

‏(‏حم، م ‏(‏أخرجه مسلم كتاب صفات المنافقين باب قوله‏:‏ ‏(‏إن الإنسان ليطغى‏)‏ رقم ‏(‏2797‏)‏ ص‏)‏ - عن أبي هريرة‏)‏‏.‏

أعلام النبوة

31825- لوا ‏(‏الحديث أخرجه أحمد في مسنده ‏(‏1/416‏)‏ ولا يمكن فهم هذه الفقرة إلا بالرجوع لنص الحديث وقراءته راجعه لأنه حديث طويل‏.‏ ص‏)‏ أخاكم‏.‏

‏(‏حم - عن ابن مسعود‏)‏‏.‏

‏{‏الإكمال‏}‏ من أعلام النبوة

31826- إن جبرئيل أخرج حشوتي في طست من ذهب فغسلها ثم كبسها حكمة ونورا أو حكمة وعلما‏.‏

‏(‏طب - عن أنس؛ وفيه رشدين ابن سعد ضعيف‏)‏‏.‏

31827- إني لفي صحراء ابن عشر سنين وأشهر وإذا بكلام فوق رأسي وإذا رجل يقول لرجل‏:‏ أهو هو‏؟‏ قال‏:‏ نعم فاستقبلاني بوجوه لم أرها لخلق قط وأرواح لم أجدها من خلق قط وثياب لم أرها على أحد قط فأقبلا إلي يمشيان حتى أخذ كل واحد منهما بعضدي لا أجد لأخذهما مسا، فقال أحدهما لصاحبه‏:‏ أضجعه، فأضجعاني بلا قصر ‏(‏قصر‏:‏ وفي حديث إسلام ثمامة ‏(‏فأبى أن يسلم قصرا فأعتقه‏)‏ يعني حبسا وإجبارا‏.‏ يقال‏:‏ قصرت نفسي على الشيء‏:‏ إذا حبستها عليه وألزمتها إياه‏.‏ وقيل‏:‏ أراد قهرا وغلبة من القسر فأبدل السين صادا وهما يتبادلان في كثير من الكلام‏.‏ النهاية ‏(‏4/69‏)‏ ب‏)‏ ولا هصر ‏(‏هصر‏:‏ في الحديث ‏(‏كان إذا ركع هصر ظهره‏)‏ أي ثناه إلى الأرض وأصل الهصر‏:‏ أن تأخذ برأس العود فتثنيه إليك وتعطفه‏.‏انتهى‏.‏النهاية ‏(‏2/264‏)‏ ب‏)‏ وقال أحدهما لصاحبه‏:‏ افلق صدره، فهوى أحدهما إلى صدري ففلقه فيما أرى بلا دم ولا وجع، فقال له‏:‏ أخرج الغل والحسد، فأخرج شيئا كهيئة العلقة ثم نبذها فطرحها، فقال له‏:‏ أدخل الرأفة والرحمة، فإذا مثل الذي أخرج منه شبه الفضة‏!‏ ثم هز إبهام رجلي اليمني فقال‏:‏ اغد واسلم، فرجعت أغدو بها رقة على الصغير ورحمة للكبير‏.‏

‏(‏عم، حب، ك، ق، ص - من طريق معاذ بن محمد بن معاذ بن محمد بن أبي بن كعب عن أبيه محمد عن جده معاذ بن محمد عن أبي بن كعب‏)‏‏.‏

31828- إني كنت أحدثه ويحدثني ويلهيني عن البكاء وأسمع وجبته حين يسجد تحت العرش‏.‏

‏(‏هق في الدلائل وأبو عثمان الصابوني في المائتين والخطيب وابن عساكر - عن العباس بن عبد المطلب‏)‏ قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله‏!‏ دعاني إلى الدخول في دينك أمارة لنبوتك، رأيتك في المهد تناغي القمر وتشير إليه بأصبعك، فحيث أشرت إليه مال، قال‏:‏ فذكره‏.‏

31829- دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى ابن مريم، ورأت أمي أنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام‏.‏

‏(‏ط، حم وابن سعد والبغوي، طب، هق في الدلائل - عن أبي أمامة‏)‏ قال‏:‏ قيل يا رسول الله‏!‏ ما كان بدء أمرك‏؟‏ قال‏:‏ فذكره‏.‏

31830- دعوة أبي إبراهيم وبشرى عيسى، ورأت أمي حين حملت بي أنه خرج منها نور أضاءت له بصرى من أرض الشام‏.‏

‏(‏ك - عن خالد ابن معدان عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم‏)‏ أنهم قالوا‏:‏ يا رسول الله‏!‏ أخبرنا عن نفسك، قال‏:‏ فذكره‏.‏

31831- رأت أمي حين وضعتني يسطع منها نور أضاءت له قصور الشام‏.‏

‏(‏ابن سعد - عن أبي العجفاء‏)‏‏.‏

31832- رأت أمي كأنه خرج منها نور أضاءت منه قصور الشام‏.‏

‏(‏ابن سعد - عن أبي أمامة‏)‏‏.‏

31833- أنا دعوة إبراهيم، قال وهو يرفع القواعد من البيت‏:‏ ربنا وابعث فيهم رسولا منهم - حتى أتم الآية‏.‏

‏(‏ابن سعد - عن الضحاك مرسلا‏)‏‏.‏

31834- أنا دعوة إبراهيم وبشرى عيسى ابن مريم‏.‏

‏(‏ابن سعد - عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر‏)‏‏.‏

31835- أنا دعوة إبراهيم وبشرى عيسى ابن مريم، ورأت أمي حين وضعتني خرج منها نور أضاء له قصور الشام واسترضعت في بني سعد بن بكر فبينا أنا مع أخ لي خلف بيوتنا نرعى بهما لنا أتاني رجلان عليهما ثياب بيض بطست من ذهب مملوء ثلجا فأخذاني فشقا بطني فاستخرجا قلبي فشقاه واستخرجا منه علقة سوداء فطرحاها ثم غسلا قلبي وبطني بذلك الثلج ثم قال‏:‏ زنه بمائة من أمته، فوزنني بهم فوزنتهم، ثم قال‏:‏ زنه بألف من أمته، فوزنني بهم فوزنتهم، ثم قال‏:‏ دعه، فلو وزنته بأمته لوزنها‏.‏

‏(‏ابن سعد - عن خالد بن معدان مرسلا‏)‏‏.‏

31836- إن أمي رأت في المنام أن الذي في بطنها نور، قالت‏:‏ فجعلت أتبع بصري النور فسبق بصري النور حتى أضاءت لي مشارق الأرض ومغاربها‏.‏

‏(‏الديلمي - عن شداد بن أوس‏)‏‏.‏

 الفصل الثاني في المعراج

31837- أوتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل يضع حافره عند منتهى طرفه، فلم نزايل ظهره أنا وجبريل حتى أتيت بيت المقدس ففتحت لي أبواب السماء ورأيت الجنة والنار‏.‏

‏(‏حم، ع، حب، ك والضياء - عن حذيفة‏)‏‏.‏

31838- أتيت فانطلقوا بي إلى زمزم فشرح عن صدري ثم غسل بماء زمزم ثم أنزلت‏.‏

‏(‏م - عن أنس‏)‏ ‏(‏أخرجه مسلم كتاب الإيمان باب الاسراء رقم ‏(‏260‏)‏‏.‏ ومعنى أنزلت‏:‏ تركت‏.‏ صحيح مسلم ‏(‏1/147‏)‏ ص‏)‏‏.‏

31839- فرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله بماء زمزم ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمانا فأفرغها في صدري ثم أطبقه، ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا، فلما جئنا السماء الدنيا قال جبريل لخازن السماء الدنيا‏:‏ افتح، قال‏:‏ من هذا‏؟‏ قال‏:‏ هذا جبريل قال هل معك أحد‏؟‏ قال‏:‏ نعم، معي محمد، قال‏:‏ فأرسل إليه‏؟‏ قال‏:‏ نعم، فافتح فلما علونا السماء الدنيا فإذا رجل عن يمينه أسودة وعن يساره أسودة، فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى، فقال‏:‏ مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح‏:‏ قلت يا جبريل من هذا‏؟‏ قال‏:‏ هذا آدم وهذه الأسودة عن يمينه وعن شماله نسم بنيه، فأهل اليمين أهل الجنة، والأسودة التي عن شماله أهل النار، فإذا نظر قبل يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى؛ ثم عرج بي جبريل حتى أتى السماء الثانية فقال لخازنها‏:‏ افتح، فقال له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا ففتح، فلما مررت بادريس قال‏:‏ مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح‏!‏ فقلت‏:‏ من هذا‏:‏ قال‏:‏ هذا إدريس، ثم مررت بموسى فقال‏:‏ مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح‏!‏ فقلت‏:‏ من هذا‏؟‏ قال‏:‏ هذا موسى، ثم مررت بعيسى فقال‏:‏ مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح، فقلت‏:‏ من هذا‏؟‏ قال‏:‏ هذا عيسى ابن مريم، ثم مررت بإبراهيم فقال‏:‏ مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح‏!‏ قلت‏:‏ من هذا‏؟‏ قال‏:‏ هذا إبراهيم؛ ثم عرج بي حتى ظهرت بمستوى أسمع فيه صريف الأقلام، ففرض الله عز وجل على أمتي خمسين صلاة فرجعت بذلك حتى مررت على موسى فقال موسى‏:‏ ماذا فرض ربك على أمتك‏؟‏ قلت‏:‏ فرض عليهم خمسين صلاة، قال لي موسى‏:‏ فراجع ربك، فإن أمتك لا تطيق ذلك، فراجعت ربي فوضع شطرها، فرجعت إلى موسى فأخبرته فقال‏:‏ راجع ربك، فإن أمتك لا تطيق ذلك، فراجعت ربي فقال‏:‏ هن خمس وهي خمسون، لا يبدل القول لدي، فرجعت إلى موسى فقال‏:‏ راجع ربك، فقلت‏:‏ قد استحييت من ربي؛ ثم انطلق بي حتى انتهي بي إلى سدرة المنتهى فغشيها ألوان لا أدري ما هي، ثم أدخلت الجنة فإذا جنابذ اللؤلؤ وإذا ترابها المسك‏.‏

‏(‏ق ‏(‏أخرجه مسلم كتاب الإيمان باب الاسراء رقم ‏(‏263‏)‏ ص‏)‏ عن أبي ذر إلا قوله‏:‏ ثم عرج بي حتى ظهرت بمستوى أسمع فيه صريف الأقلام، فإنه عن ابن عباس وأبي حبة البدري‏)‏‏.‏

31840- أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه فركبته حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التي يربط بها الأنبياء ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت، فجاءني جبريل بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن فقال جبريل‏:‏ اخترت الفطرة‏.‏

ثم عرج بنا إلى السماء الدنيا فاستفتح جبريل فقيل‏:‏ من أنت‏؟‏ قال‏:‏ جبريل، قيل‏:‏ ومن معك‏؟‏ قال‏:‏ محمد، قيل‏:‏ وقد بعث إليه‏؟‏ قال‏:‏ قد بعث إليه، ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بخير‏.‏

ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل فقيل‏:‏ من أنت‏؟‏ قال‏:‏ جبريل، قيل‏:‏ ومن معك‏؟‏ قال‏:‏ محمد، قيل‏:‏ وقد بعث إليه‏؟‏ قال‏:‏ قد بعث إليه ففتح لنا فإذا بابني الخالة عيسى ابن مريم ويحيى بن زكريا فرحبا بي ودعوا لي بخير‏.‏

ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل‏:‏ من أنت‏؟‏ قال‏:‏ جبريل، قيل‏:‏ ومن معك‏؟‏ قال‏:‏ محمد، قيل‏:‏ وقد بعث إليه‏؟‏ قال‏:‏ قد بعث إليه، ففتح لنا فإذا أنا بيوسف وإذا هو قد أعطي شطر الحسن فرحب بي ودعا لي بخير‏.‏

ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل قيل‏:‏ من هذا‏؟‏ قال‏:‏ جبريل، قيل‏:‏ ومن معك‏؟‏ قال‏:‏ محمد، قيل‏:‏ قد بعث إليه‏؟‏ قال‏:‏ قد بعث إليه، ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب بي ودعا لي بخير، قال الله تعالى ‏{‏ورفعناه مكانا عليا‏}‏‏.‏

ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقيل‏:‏ من هذا‏؟‏ قال‏:‏ جبريل، ومن معك‏؟‏ قال‏:‏ محمد، قيل‏:‏ وقد بعث إليه‏؟‏ قال‏:‏ قد بعث إليه، ففتح لنا فإذا أنا بهارون فرحب ودعا لي بخير‏.‏

ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل فقيل‏:‏ من هذا‏؟‏ قال‏:‏ جبريل، قيل‏:‏ ومن معك‏؟‏ قال‏:‏ محمد، قيل‏:‏ وقد بعث إليه‏؟‏ قال‏:‏ قد بعث إليه، ففتح لنا فإذا أنا بموسى فرحب بي ودعا لي بخير‏.‏

ثم عرج بنا إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل‏:‏ من هذا قال‏:‏ جبريل، قيل‏:‏ ومن معك‏؟‏ قال‏:‏ محمد، قيل‏:‏ وقد بعث إليه‏؟‏ قال‏:‏ قد بعث إليه، ففتح لنا فإذا بإبراهيم مسندا ظهره إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه‏.‏

ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى وإذا ورقها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال فلما غشيها من أمر الله ما غشي تغيرت فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها‏.‏

فأوحى الله إلي ما أوحى ففرض علي خمسين صلاة في كل يوم وليلة، فنزلت إلى موسى فقال‏:‏ ما فرض ربك على أمتك‏!‏ قلت‏:‏ خمسين صلاة في كل يوم وليلة، قال‏:‏ ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فإن أمتك لا تطيق ذلك، فإني قد بلوت ‏(‏بلوت‏:‏ الابتلاء في الأصل الاختبار والمتحان‏.‏ يقال‏:‏ بلوته وأبليته وابتليته‏.‏ النهاية ‏(‏1/155‏)‏ ب‏)‏ بني إسرائيل وخبرتهم‏.‏ فرجعت إلى ربي فقلت‏:‏ يا رب خفف عن أمتي، فحط عني خمسا فرجعت إلى موسى فقلت‏:‏ حط عني خمسا، قال‏:‏ إن أمتك لا يطيقون ذلك فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف، فلم أزل أرجع بين ربي وبين موسى حتى قال‏:‏ يا محمد‏!‏ إنهن خمس صلوات كل يوم وليلة لكل صلاة عشر فذلك خمسون صلاة، ومن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت له عشرا، ومن هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب شيئا فإن عملها كتبت سيئة واحدة، فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فأخبرته فقال‏:‏ ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف فقلت‏:‏ قد رجعت إلى ربي حتى استحييت منه‏.‏

‏(‏حم، عن أنس‏)‏ ‏(‏أخرجه مسلم كتاب الإيمان باب الاسراء رقم ‏(‏264‏)‏ ص‏)‏‏.‏

31841- أتيت بالبراق فركبت أنا وجبريل فسار بنا فكان إذا أتى على جبل ارتفعت رجلاه وإذا هبط ارتفعت يداه حتى صار إلى أرض غمة منتنة ثم أفضينا إلى أرض فيحاء طيبة قلت‏:‏ يا جبريل‏!‏ كنا نسير في أرض غمة منتنة ثم أفضينا إلى أرض فيحاء طيبة، فقال‏:‏ تلك أرض النار وهذه أرض الجنة، فأتيت على رجل وهو قائم يصلي فقال‏:‏ من هذا معك يا جبريل‏؟‏ قال‏:‏ أخوك محمد، فرحب بي ودعا لي بالبركة وقال‏:‏ سل لأمتك اليسر، قلت‏:‏ من هذا يا جبريل‏؟‏ قال‏:‏ أخوك موسى، قلت على من كان صوته وتذمره ‏(‏وتذمره‏:‏ أي يجترئ عليه ويرفع صوته في عتابه‏:‏ النهاية ‏(‏2/167‏)‏ ص‏)‏ أعلى ربه‏؟‏ قال‏:‏ نعم، إنه يعرف ذلك منه وحدته، ثم سرنا فرأينا مصابيح وضوءا فقلت‏:‏ ما هذا يا جبريل‏؟‏ قال هذه شجرة أبيك إبراهيم، قلت‏:‏ أدنو منها‏؟‏ قال‏:‏ نعم، فدنونا منها فدعا لي بالبركة ورحب بي، ثم مضينا إلى بيت المقدس فربطت الدابة بالحلقة التي تربط بها الأنبياء ثم دخلت المسجد ونشرت لي الأنبياء من سمى الله في كتابه ومن لم يسم فصليت بهم إلا هؤلاء النفر الثلاثة‏:‏ إبراهيم وموسى وعيسى‏.‏

‏(‏البزار، طب، ك - عن ابن مسعود‏)‏‏.‏

31842- بينما أنا في الحطيم مضجعا إذ أتاني آت فقد ‏(‏فقد‏:‏ القد‏:‏ القطع طولا، كالشق‏.‏ النهاية ‏(‏4/21‏)‏ ص‏)‏ ما بين هذه إلى هذه فاستخرج قلبي ثم أتيت بطست من ذهب مملوءة إيمانا فغسل قلبي بماء زمزم ثم حشي ثم أعيد، ثم أتيت بدابة دون البغل وفوق الحمار أبيض يقال له البراق يضع خطوة عند أقصى طرفه فحملت عليه فانطلق بي جبريل حتى أتى السماء الدنيا فاستفتح فقيل‏:‏ من هذا‏؟‏ قال‏:‏ جبريل، قال‏:‏ ومن معك‏؟‏ قال محمد، قيل‏:‏ وقد أرسل إليه‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قيل‏:‏ مرحبا به فنعم المجيء جاء‏!‏ ففتح فلما خلصت فإذا فيها آدم فقال‏:‏ هذا أبوك آدم فسلم عليه، فسلمت عليه فرد السلام ثم قال‏:‏ مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح‏.‏

ثم صعد حتى أتى السماء الثانية فاستفتح فقيل‏:‏ من هذا‏؟‏ قال‏:‏ جبريل، قيل‏:‏ ومن معك‏؟‏ قال‏:‏ محمد، قيل‏:‏ وقد أرسل إليه‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قيل‏:‏ مرحبا به فنعم المجيء جاء‏!‏ ففتح فلما خلصت فإذا يحيى وعيسى‏!‏ وهما ابنا الخالة، قال‏:‏ هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما، فسلمت فردا ثم قالا‏:‏ مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح‏!‏

ثم صعد بي إلى السماء الثالثة فاستفتح قيل‏:‏ من هذا قال‏:‏ جبريل، قيل‏:‏ ومن معك‏؟‏ قال‏:‏ محمد، قيل‏:‏ وقد أرسل إليه‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قيل‏:‏ مرحبا به فنعم المجيء جاء‏!‏ ففتح، فلما خلصت إذا يوسف‏!‏ قال‏:‏ هذا يوسف فسلم عليه، فسلمت عليه فرد ثم قال‏:‏ مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح‏!‏

ثم صعد بي حتى أتى السماء الرابعة فاستفتح قيل‏:‏ من هذا‏؟‏ قال جبريل، قيل ومن معك‏؟‏ قال‏:‏ محمد، قيل‏:‏ أو قد أرسل إليه‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قيل‏:‏ مرحبا به فنعم المجيء جاء‏!‏ ففتح، فلما خلصت وإذا إدريس، قال‏:‏ هذا إدريس فسلم عليه، فسلمت فرد ثم قال‏:‏ مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح‏!‏

ثم صعد بي حتى أتى السماء الخامسة فاستفتح قيل‏:‏ من هذا‏؟‏ قال‏:‏ جبريل، قيل‏:‏ ومن معك‏؟‏ قال‏:‏ محمد، قيل وقد أرسل إليه‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قيل‏:‏ مرحبا به فنعم المجيء جاء‏!‏ ففتح فلما خلصت فإذا هارون، قال‏:‏ هذا هارون فسلم عليه، فسلمت عليه، فرد ثم قال‏:‏ مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح‏.‏

ثم صعد بي حتى أتى السماء السادسة فاستفتح قيل‏:‏ من هذا‏؟‏ قال‏:‏ جبريل، قيل‏:‏ ومن معك‏؟‏ قال‏:‏ محمد، قيل‏:‏ وقد أرسل إليه‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قيل‏:‏ مرحبا به فنعم المجيء جاء‏!‏ ففتح فلما خلصت فإذا موسى‏!‏ قال‏:‏ هذا موسى فسلم عليه، فسلمت عليه فرد ثم قال‏:‏ مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح‏!‏

فلما تجاوزت بكى، قيل له‏:‏ ما يبكيك‏؟‏ قال‏:‏ أبكي لأن غلاما بعث بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر من أمتي؛

ثم صعد بي إلى السماء السابعة فاستفتح جبريل قيل‏:‏ من هذا‏؟‏ قال‏:‏ جبريل، قيل‏:‏ ومن معك‏؟‏ قال؛ محمد، قيل‏:‏ وقد بعث إليه‏؟‏ قال‏:‏ نعم، قيل‏:‏ مرحبا به فنعم المجيء جاء ففتح فلما خلصت فإذا إبراهيم‏!‏ قال‏:‏ هذا أبوك‏:‏ فسلم عليه، فسلمت عليه فرد السلام فقال‏:‏ مرحبا بالابن الصالح والنبي الصالح‏!‏

ثم رفعت إلى سدرة المنتهى فإذا نبقها ‏(‏نبقها‏:‏ بفتح النون وكسر الباء وقد تسكن‏:‏ ثمر السدر‏.‏ النهاية ‏(‏5/10‏)‏ ب‏)‏ مثل قلال ‏(‏قلال هجر‏:‏ القلة‏:‏ الحب العظيم ‏(‏أي الجرة، أو الضخمة منها‏)‏، والجمع قلال‏.‏ وهي معروفة بالحجاز‏.‏

وهجر‏:‏ قرية قريبة من المدينة، وكانت تعمل بها القلال، وسميت قلة لأنها تقل‏:‏ أي ترفع وتحمل‏.‏ النهاية ‏(‏4/104‏)‏ ب‏)‏ هجر وإذا ورقها مثل آذان الفيلة‏!‏ قال‏:‏ هذه سدرة المنتهى، وإذا أربعة أنهار‏:‏ نهران باطنان ونهران ظاهران‏:‏ قلت‏:‏ ما هذان يا جبريل‏؟‏ قال‏:‏ أما الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات، ثم رفع لي البيت المعمور فقلت‏:‏ يا جبريل ما هذا‏؟‏ قال‏:‏ هذا البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منه لم يعودوا إليه آخر ما عليهم، ثم أتيت بإناء من خمر وإناء من لبن وإناء من عسل فأخذت اللبن فقال‏:‏ هي الفطرة التي أنت عليها وأمتك، ثم فرضت علي الصلاة خمسون صلاة كل يوم، فرجعت فمررت على موسى فقال‏:‏ بم أمرت‏!‏ فقلت أمرت بخمسين صلاة كل يوم، قال‏:‏ إن أمتك لا تستطيع خمسين صلاة كل يوم وإني والله قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، فرجعت فوضع عني عشرا، فرجعت إلى موسى فقال مثله فرجعت فوضع عني عشرا، فرجعت إلى موسى فقال مثله فرجعت فوضع عني عشرا فرجعت إلى موسى فقال مثله فرجعت فأمرت بخمس صلوات كل يوم، فرجعت إلى موسى فقال‏:‏ بم أمرت‏؟‏ قلت‏:‏ أمرت بخمس صلوات كل يوم قال‏:‏ إن أمتك لا تستطيع خمس صلوات كل يوم وإني قد جربت الناس قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك، قلت‏:‏ سألت ربي حتى استحييت ولكن أرضى وأسلم، فلما جاوزت ناداني مناد فأمضيت فريضتي وخففت عن عبادي‏.‏

‏(‏حم، ق ‏(‏أخرجه البخاري كتاب باب المعراج ‏(‏5/66‏)‏ ص‏)‏، ن - عن مالك ابن صعصعة‏)‏‏.‏

31843- عرج بي حتى ظهرت بمستوى أسمع فيه صريف الأقلام‏.‏

‏(‏خ، طب - عن ابن عباس‏)‏‏.‏

31844- لما كذبتني قريش حين أسري بي إلى بيت المقدس قمت في الحجر فجلى الله لي بيت المقدس فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه‏.‏

‏(‏حم، ق ‏(‏أخرجه البخاري كتاب سورة بني إسرائيل ‏(‏6/104‏)‏ ص‏)‏، ت، ن - عن جابر‏)‏‏.‏

31845- أسري بي في قفص من لؤلؤ وفراشه من ذهب‏.‏

‏(‏فر - عن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة‏)‏‏.‏

31846- رفعت إلى سدرة المنتهى منتهاها في السماء السابعة نبقها مثل قلال هجر وورقها مثل آذان الفيلة فإذا أربعة أنهار‏:‏ نهران ظاهران ونهران باطنان، فأما الظاهران فالنيل والفرات وأما الباطنان فنهران في الجنة، وأتيت بثلاثة أقداح‏:‏ قدح فيه لبن وقدح فيه عسل وقدح فيه خمر، فأخذت الذي فيه اللبن فشربت فقيل لي‏:‏ أصبت الفطرة أنت وأمتك‏.‏

‏(‏خ - عن أنس‏)‏ ‏(‏أخرجه البخاري تفسير سورة بني إسرائيل ‏(‏6/104‏)‏ ص‏)‏‏.‏

31847- لما انتهينا إلى بيت المقدس ليلة أسري بي قال جبريل باصبعه فخرق بها الحجر وشد به البراق‏.‏

‏(‏ت، حب، ك - عن بريدة‏)‏‏.‏

31848- ليلة أسري بي رأيت موسى وإذا هو رجل ‏(‏رجل‏:‏ أي لم يكن شديد الجعودة ولا شديد السبوطة، بل بينهما‏.‏ النهاية ‏(‏2/203‏)‏ ب‏)‏ ضرب ‏(‏ضرب‏:‏ هو الخفيف اللحم الممشوق المستدق‏.‏ النهاية ‏(‏3/78‏)‏ ب‏)‏ رجل كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى فإذا هو رجل ربعة ‏(‏ربعة‏:‏ هو بين الطويل والقصير‏.‏ يقال رجل ربعة ومربوع‏.‏ انتهى‏.‏ النهاية ‏(‏2/190‏)‏ ب‏)‏ أحمر كأنما خرج من ديماس، ورأيت إبراهيم وأنا أشبه ولده به، ثم أتيت بإناءين في أحدهما لبن وفي الآخر خمر فقيل لي‏:‏ إشرب أيهما شئت، فأخذت اللبن فشربته فقيل لي أصبت الفطرة، أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك‏.‏

‏(‏ق - عن أبي هريرة‏)‏ ‏(‏أخرجه مسلم كتاب الإيمان باب الاسراء رقم ‏(‏167‏)‏ ص‏)‏‏.‏

31849- لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني عن مسراي فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها فكربت كربا شديدا ما كربت مثله قط فرفعه الله لي أنظر إليه، ما يسألوني عن شيء إلا نبأتهم به، ولقد رأيتني في جماعة من الأنبياء فإذا موسى قائم يصلي فإذا رجل جعد ضرب كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى ابن مريم قائم يصلي، أشبه الناس به صاحبكم - يعني نفسه، فحانت الصلاة فأممتهم فلما فرغت من الصلاة قال قائل‏:‏ يا محمد‏!‏ هذا مالك صاحب النار فسلم عليه، فالتفت إليه فبدأني بالسلام‏.‏

‏(‏م ‏(‏أخرجه مسلم كتاب الإيمان باب ذكر المسيح بن مريم رقم ‏(‏172‏)‏ ص‏)‏ - عن أبي هريرة‏)‏‏.‏